
- زيادة عالمية ترفع أسعار السكر في مصر.. والرهان على الإنتاج الجديد
- فترة تقلبات وتحذير للمواطنين.. الأرصاد تعلن خريطة الأمطار ونشاط الرياح المثير للأتربة
- قادها شباب مخلص.. ماذا قال السيسي عن ثورة 25 يناير في عيد الشرطة؟
- مدبولي يستعرض ملامح مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2021/2022
- كورونا اليوم: تحذير خطير من السلالة الجديدة.. وهذه هي الفائدة الأهم للقاحات
- التعمير وتغيير الواقع.. 25 رسالة من السيسي خلال احتفالية عيد الشرطة
- في انتظار البحر يرمي الجثث".. الطريق إلى "حياة أفضل" يؤدي إلى "الموت غرقًا"
- أول طبيب يحصل على لقاح كورونا لمصراوي: يحمينا من الوباء
- ليست سياسية فقط.. أزمات مالية وديون بمئات ملايين الدولارات تلاحق ترامب
- إقرار وشرح ورسالة".. ملخص تصريحات وزيرة الصحة قبل التطعيم بلقاح كورونا
سر انهيار ثوار مصر
السبت 16 نوفمبر 2013 - 04:24 مساءً

د\ ايهاب العزازى
أعلم أن الكثيرين سيرون أن الثوار فى مصر لم ينهاروا ولم يختفوا ولكنى أسألهم سؤالا واضحا مباشرا بعد مرور أكثر من عامين على ثورة الخامس والعشرين من يناير والموجة الثانية فى الثلاثين من يونيو.. أين الثوار الحقيقيون من المشهد الحالى ولا أقصد تصدرهم المشهد السياسي عبر المناصب والمواقع التنفيذية، فأين هم عموما ولماذا اختفى الثوار من المشهد العام للمجتمع المصري، فما يحدث ونراه يعكس شيئا هاما أن مصر قامت بها ثورات بالفعل ولكن فى النهاية من يحصد النتيجة هم من لم يصنعوا الثورة، بداية من جماعة الإخوان وتصدرهم للمشهد بعد 25 يناير ووصولهم لكرسي الرئاسة ثم عزلهم ثم الحكام الجدد لمصر الآن، فلم يختر أحد عدلى منصور أو حكومة الببلاوى وغيرهما، ولمعرفة سر اختفاء الثوار والفكر الثورى من المشهد نجد أنفسنا أمام إشكالية كبرى وتساؤلات كثيرة أهمها هل الكائن الثورى قادر على الحكم وخفايا عالم السياسة أم هو كائن حماسي يستطيع فقط الحشد والتظاهر وإطلاق التصريحات والعبارات الرنانة.. وكذلك هل نحن من أهدرنا الشباب الثائر وأضعناهم عبر تحالفات وكيانات سياسية ساهمت فى تقسيم المشهد وتمزقه أم ماذا ؟
السبب الحقيقى فى انهيار واختفاء ثوار مصر هو عدم الدراية بالعملية السياسية وأمور الحكم من الأساس فلا خبرة لهم والأهم هو أن غالبيتهم غير منضم لأحزاب وحركات سياسية على الرغم من تأكدنا من عدم وجود حياة حزبية حقيقية فى مصر، ولكن التشتت العام للمشهد السياسي وتصارع جماعات الإسلام السياسي وظهور طفيليات سياسية تحت مسمى حركات وائتلافات لم تقدم شيئا سوى المزيد من التقسيم والتحزب والتفكك الذى جعل فى مصر بعد الخامس والعشرين من يناير حوالى ألف ائتلاف وحركة، تخيلوا كل هؤلاء أصبحوا يمثلون حركات سياسية وبطبيعة الحال كانت هناك جهات وراء إنشاء هذا العدد الكبير من التحالفات من أجل تفتيت المشهد ودخولهم فى خلافات أبعدتهم جميعا عن جوهر الثورة وأهدافها وتحولت بعض هذه الائتلافات والحركات لمجرد أدوات لدى بعض التيارات السياسية لتحقيق مكاسب سياسية ولكن فى النهاية وثورة يناير مقبلة على عامها الثالث هل يوجد فى مصر ثوار الآن فمن يتصدر المشهد من بقايا الإخوان والسلفيين والأحزاب الكرتونية صنيعة نظام مبارك وبعض الشخصيات البكتيرية صنيعة الأجهزة الأمنية فى عصر مبارك وبعض المشتاقين للسلطة وكلهم بكل تأكيد داروا فى فلك نظام مبارك وتعاونوا معه وعقدوا معه صفقات، والآن يتحولون كعادتهم لاستثمار المشهد الحالى للحصول على مكاسب سياسية .
المصيبة الكبرى التى حدثت فى مصر بعد ثورتها ضد نظامى مبارك ثم الإخوان صراع القوى السياسية على الحكم وعدم التنسيق والتعاون فيما بينهم، مما جعل البلاد تتخبط فى بحر من الظلمات والتناقضات والحماقات ويحاول كل منهم أن يتدخل فى شئون الحكم وقيادة البلاد نحو الاتجاه الذى يريده، وكل ذلك جعل مصر تعيش عصر عبيد السلطة وإقصاء الثوار الحقيقيين .
الثائر الحقيقي فى مصر المدافع عن وطنه الذى يحلم بوطن خال من الفساد والمحسوبية وسرطان إهدار المال العام سقط سريعا وسط مشهد سياسي بشع تتلاعب به قوى عديدة داخلية وخارجية تريد إبعاد الثوار الحقيقيين عن المشهد ليتصدره مجموعة من المتسلقين عبيد السلطة والكراسي، ولكن سيظل السؤال قائما هل إبعاد الشباب الثوار الحقيقيين من المشهد خوفا من حماسهم وثوريتهم أم لفشل هؤلاء الشباب فى صنع مشروعهم السياسي
مصدر الموضوع: فيتو



